Mideastweb: Middle East

النساء يرعين الأمن

   .    MidEastWeb in English

English Version:Lost in Translation - Hatikva in Arabic Too

"هاتكفا" بالعربية

غادي بنمارك

بالنسبة لليهود، يقول غادي بنمارك، تحمل كلمات "هاتكفا" ]النشيد الوطني[ كلمات عميقة، وتتفاخر بتاريخ غني وتثير المشاعر".  ولكن النشيد الوطني الإسرائيلي لا تتردد أصداؤه عند العديد من العرب الإسرائيليين.  يقترح بنمارك التعلُّم من كندا والتي "هي كذلك وطن لمجموعتين مميزتين على الأقل، الإنجليز والفرنسيين، ولها لغتان رسميتان والكثير من الأعباء التاريخية ... تماماً كما يتشارك الكنديون بنشيد "آه كندا" يمكن لجميع الإسرائيليين التشارك بنشيد "هاتكفا".  فالموسيقى هي الجسر الذي يوحد الجميع".

(مصدر المقال: هآارتس Ha'aretz، 2 كانون الثاني/يناير 2007)

نيويورك – يوشك نشيد إسرائيل الوطني "هاتكفا" أن يواجه سنة خاصة مع اقتراب الذكرى السنوية الستين لتأسيس الدولة – وإذا كانت إسرائيل محظوظة مع الألعاب الصيفية الأولمبية كذلك.  يملأ إنشاد "هاتكفا"، بالنسبة لليهود في كل مكان، القلوب بفخر وعاطفة.  إلا أن النشيد الذي يبلغ من العمر مائة سنة لم يعد مجرد نشيد روحي لليهود.  إنه النشيد الوطني لإسرائيل، وتضم إسرائيل اليوم أكثر من مليون مواطن عربي.

طالما شكل "هاتكفا" بصورته الحالية مشكلة للمواطنين العرب في إسرائيل.  عندما يتنافس فريق كرة القدم الإسرائيلي في الخارج ويتم عزف النشيد الوطني الإسرائيلي يقف اللاعبون العرب الإسرائيليون الذين يمثلون إسرائيل صامتين.  تركز كاميرات التلفزيون الإسرائيلي على شفاه هؤلاء اللاعبين الصامتة، مبرزة مشكلة تعود لتظهر يومياً في جوقات المدارس واحتفالات قص الشريط والأحداث الرياضية والزيارات الرسمية.  هل نستطيع تصور مواطن عربي، مهما كان وفيّاً ومخلصاً لإسرائيل، ينشد بفخر وبهجة كلمات تقول "طالما تدق روح يهودية بعمق في القلب" و"أملنا منذ ألفي سنة أن نكون أمّة حرة في أرضنا"؟

يجب على إسرائيل ألا تغيّر نشيد "هاتكفا"،  فالكلمات تحمل معاني عميقة وتفاخر بتاريخ غني وتحرك عواطف جياشة.  ما نستطيع أن نفعله هو أن نتعلم من تجربة كندا. مثلها مثل إسرائيل، كندا موطن لمجموعتين هامتين على الأقل، الإنجليز والفرنسيين، ولها لغتان رسميتان والكثير من الأعباء التاريخية.  كتبت كلمات النشيد الوطني الكندي "آه كندا" أصلاً بالفرنسية في القرن التاسع عشر، كأغنية فرنسية كندية.  تبدأ كلمات النشيد بالفرنسية قائلة "آه يا كندا يا أرض أجدادنا"، تستمر قائلة "تدرك التي تعرف كيف تحمل السيف، أنه يمكنها كذلك أن تحمل الصليب".  وتُذكر كلمة الصليب هنا كرمز السلام الكاثوليكي عند الكنديين الفرنسيين الذين استوطن أجدادهم في فرنسا الجديدة في القرن السابع عشر.

عندما أصبح نشيد "آه كندا" النشيد الشعبي في كافة أرجاء كندا لم يناسب النص الأصلي الكنديين الناطقين بالإنجليزية.  ليس فقط لأن كلمات النشيد كانت فرنسية ولكن هؤلاء الكنديين الناطقين بالإنجليزية كانوا من نسل مهاجرين جدد لم يكن معظمهم من الكاثوليك أو حتى المسيحيين.  فكيف تعاملت كندا إذن مع هذا التحدي؟ 

أولاً، كانت هناك ترجمة بسيطة لكلمات النشيد الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية، ولكن ذلك لم يذهب بعيداً، لأسباب واضحة.  كُتِبَت أناشيد وطنية باللغة الإنجليزية عبر السنوات.  وأخيراً وفي عام 1980 أي بعد مائة سنة من كتابة النشيد بالفرنسية للمرة الأولى، أصبح نشيد وُضع بالإنجليزية يتمتع بشعبية وصدر تشريع باعتباره النشيد الرسمي حسب "قانون النشيد الوطني".  واليوم، ليس "آه كندا" بالإنجليزية ترجمة للفرنسية، إنه أغنية كندية لكافة أرجاء كندا يمكن لأي كندي بغض النظر عن أصله العرقي أو التزامه الديني أن ينشدها، إنه يتحدث عن "الحب الوطني الحقيقي في قلوب كافة أبنائك".  ليس هناك ذكر "للأجداد" أو "الصليب".

يبدو أنه يعمل جيداً.  عندما تلعب فرق الهوكي في الولايات المتحدة، تبدأ المباريات دائماً بـ "آه كندا". ينشد الكنديون الذين يتكلمون الإنجليزية باللغة الإنجليزية، والذين يتكلمون الفرنسية بالفرنسية.  يستطيع أي إنسان أن ينشد أياً من النشيدين الرسميين أو خليطا منهما.  لم يعد العديد من الكنديين اليوم على علم بتاريخ نشيدهم الوطني، ولا يشعرون بحاجة لأن يبحثوا في كلمات النشيد "باللغة الأخرى".  بعد مرور 28 سنة.  لم يعد الأمر قضية.

بالمقارنة، نشيد "هاتكفا" مكتوب بواحدة من اللغتين الرسميتين فقط، ويضم كلمات تناسب جزءاً واحداً من مواطني إسرائيل هم اليهود.  وكما في كندا، من غير المنطقي توقع نص واحد بلغة واحدة أن يعبر عن آمال جميع المواطنين في دولة شديدة التنوع عرقياً ودينياً.  إضافة إلى ذلك يناقش الكثيرون بأن التفريق بين المتكلمين بالإنجليزية أو الفرنسية في كندا ليس عميقاً كما هو الحال بين اليهود والعرب في إسرائيل.  "هاتكفا" محفور ومعمّق، ولا منطق في ترجمة هذه الكلمات إلى العربية.  ولكن مثلما يشترك جميع الكنديين بموسيقى "آه كندا"، يستطيع جميع الإسرائيليين التشارك بموسيقى "هاتكفا".  فالموسيقى هي الجسر الذي يوحد الشعوب.

يبقى النص الأصلي بالكلمات العبرية نفسه لم يتغير.

بالنسبة للكلمات العربية، تستطيع إسرائيل تنظيم منافسة بين الشعراء والأدباء العرب مهمتها صياغة نص يستطيع أي مواطن إسرائيلي يتكلم العربية تقبله.  هذه قضية واسعة. فمن ناحية، موسيقى "هاتكفا"،  بمفتاح موسيقى منخفض، تناسب الكلمات العربية، وتستطيع هذه الكلمات التعبير عن الأمل.  يمكن تسمية النشيد "الأمل"، ليحمل نفس معنى "هاتكفا"، إلا أنه يتوجب على هذا الأمل أن يكون "إسرائيلياً شاملاً".  إذا كان "الأمل" هو إلقاء جميع اليهود في البحر، فمن غير المحتمل أن تتردد أصداء النشيد جيداً في أوساط اليهود الذين يتكلمون العربية.  يحتاج النشيد لأن يكون نشيد أمل، يستطيع أي مواطن إسرائيلي إنشاده بالعربية، بغض النظر عما إذا كان يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً، طالما أنه يستطيع الإنشاد، وخاصة إذا كان قد فاز بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.

###

*غادي بنمارك محامٍ كندي إسرائيلي يعمل في مجال الاتصالات.  تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بتوزيع هذ المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org . 

مصدر المقال: هآارتس Ha'aretz، 2 كانون الثاني/يناير 2007

http://www.haaretz.com

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

 

    Contact MidEast Web

ليهود، الديانة اليهودية، العداء للسامية، التلمود، والصهيونية

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في كبسولة

 

المسرح العربي اليهودي نيماشيم

أولاد سلام إنجليزي

Map of Palestine Map of Israel Map of Iran Map of Syria Map of Afghanistan Jerusalem Detail Map  Map of Egypt Dictionary Middle East Recipes Jerusalem/Quds to Jericho   Israeli-Palestinian History   Middle East Countries   Detailed Iraq Map Map of Iraq Baghdad Map Iraq Iran Islam History History of Arabia   Egypt  History of Israel & Palestine  Israel-Palestine Timeline  History of Zionism Israeli-Palestinian Conflict in a Nutshell Population of Ottoman Palestine Palestinian Parties and armed Groups Middle East Maps  Hamas  MidEastWeb Middle East Master Reference and External Sources